واشنطن: كشف موقع أكسيوس "Axios” الأمريكي، أن الولايات المتحدة تعمل على وضع اللمسات الأخيرة لخطة شاملة لنشر قوة دولية متعددة الجنسيات في قطاع غزة إلى جانب اختيار قيادات فلسطينية مدنية جديدة، يُتوقّع أن تكون جاهزة خلال الأسابيع المقبلة، وذلك في إطار الجهود الأمريكية لتهيئة الأوضاع لما بعد الحرب.
يأتي ذلك في أعقاب أول أسبوع من الهدوء النسبي بعد حرب استمرت عامين، شهد خلاله القطاع مزيجاً من مشاهد الفرح بعودة العائلات والرهائن، في مقابل إعدامات علنية واشتباكات دامية. وبينما اكتملت عمليات تبادل الأسرى وتدفقت المساعدات، لا تزال الأسئلة الكبرى حول مستقبل الحكم والأمن في غزة دون إجابة.
وقال المستشاران إن واشنطن تضغط على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني للانتقال إلى المرحلة التالية من عملية السلام، التي تشمل بحث قضايا الحكم ونزع السلاح وتوزيع السيطرة الأمنية. كما تسعى الإدارة الأميركية لبدء مشاريع إعادة إعمار في المناطق الخارجة عن سيطرة حماس، خصوصاً في مدينة رفح الحدودية مع مصر، على أمل أن تصبح نموذجاً لـ"غزة ما بعد حماس".
في المقابل، حذّر مسؤولون إسرائيليون من احتمال تعثر العملية ما لم تلتزم حماس بإعادة جثامين الرهائن الإسرائيليين. وتم تجنب انهيار فوري للاتفاق بعد أن أعادت الحركة عدداً منها، غير أنها أكدت عدم امتلاكها مزيداً من الجثامين حالياً، فيما تقول إسرائيل إن هناك نحو 20 جثماناً يمكن استعادتها سريعاً.
ورغم استمرار وقف إطلاق النار، سقط سبعة فلسطينيين خلال اليومين الماضيين برصاص الجيش الإسرائيلي قرب «الخط الأصفر» الفاصل بين مناطق السيطرة، في حين تسيطر إسرائيل على نحو نصف مساحة القطاع ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق.
وعلى الأرض، نفذت حماس حملة أمنية واسعة شملت إعدامات بحق متهمين بالتعاون مع إسرائيل واشتباكات مع فصائل منافسة، ما أثار مخاوف من سعي الحركة إلى تثبيت سيطرتها مجدداً. وأكد الرئيس ترامب أن واشنطن "منحت حماس فترة مؤقتة لفرض الأمن"، بينما دعا قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال براد كوبر الحركة إلى "وقف العنف ضد المدنيين فوراً".
وتشير واشنطن إلى أنها تعمل مع وسطاء من مصر وقطر وتركيا لوضع آلية واضحة لعملية نزع السلاح وضمان أمن عناصر حماس بعد التخلي عن سلاحهم، كما تدرس إنشاء ممرات آمنة للفلسطينيين المهددين من الحركة.
وقال المستشاران إن دولاً عدة، بينها الإمارات ومصر وإندونيسيا وأذربيجان، أبدت استعدادها للمشاركة في القوة الأمنية الدولية المزمع تشكيلها. كما تساعد الولايات المتحدة في اختيار أعضاء الحكومة التكنوقراطية الجديدة التي يُفترض أن تتولى إدارة غزة، بما في ذلك شخصيات من الشتات الفلسطيني.
ويُتوقع أن تكون المرحلة الثانية من المفاوضات الأصعب، إذ ستتناول قضايا نزع السلاح الكامل وشروط الانسحاب الإسرائيلي الإضافي. وقال ترامب يوم الأربعاء إنه "حقق السلام في الشرق الأوسط لأول مرة منذ ثلاثة آلاف عام"، محذراً في الوقت ذاته من أن رفض حماس نزع سلاحها طوعاً "سيؤدي إلى فرض ذلك بالقوة وربما باستئناف الحرب".

