القاهرة: تستضيف مصر في مدينة شرم الشيخ قمةً دوليةً برئاسةٍ مشتركةٍ بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، بمشاركة قادة أكثر من عشرين دولة، تحت عنوان "قمة شرم الشيخ للسلام"، لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وتستعد مدينة شرم الشيخ لاستضافة القمة يوم الاثنين، في خطوةٍ تعكس الجهود المصرية المتجددة لإحياء مسار السلام في الشرق الأوسط، ووضع حدٍّ للتوترات المتصاعدة في المنطقة، وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
وتأتي الدعوة إلى القمة بهدف جمع الأطراف الفاعلة بالقضية الفلسطينية على طاولة واحدة لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإحياء مسار المفاوضات السياسية.
ومن المقرر أن يشارك في القمة العديد من قادة الدول الأوروبية والعربية، بالإضافة إلى ممثلين عن المنظمات الدولية المعنية بالسلام والإغاثة الإنسانية.
وستتناول القمة عددًا من الملفات المحورية، أبرزها تثبيت التهدئة، وضمان تدفّق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وتسعى القاهرة من خلال القمة إلى بلورة رؤيةٍ مشتركةٍ لإعادة الاستقرار إلى المنطقة، وإطلاق مسارٍ سياسيٍّ شاملٍ يضع حدًّا للأزمات المتكررة، ويؤسس لمرحلةٍ جديدةٍ من السلام والتنمية.
وتحظى القمة باهتمامٍ واسعٍ من المجتمع الدولي ووسائل الإعلام العالمية، التي ترى فيها فرصةً لإعادة إحياء الجهود الدبلوماسية بعد سنواتٍ من الجمود، وسط آمالٍ بأن تفتح مداولاتها صفحةً جديدةً من التفاهم الإقليمي والتعاون الدولي بما يخدم أمنَ واستقرارَ الشرق الأوسط.
دعوة مصرية
أعلنت الرئاسة المصرية عقد قمةٍ دوليةٍ تحت عنوان "قمة شرم الشيخ للسلام" بمدينة شرم الشيخ المصرية، بعد ظهر يوم الاثنين المقبل، تهدف إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وفتح صفحةٍ جديدةٍ من الأمن والاستقرار الإقليمي، بحسب بيانٍ للسفير محمد الشناوي المتحدث باسم الرئاسة المصرية.
وتأتي هذه القمة في ضوء رؤية الرئيس الأمريكي لتحقيق السلام في المنطقة، وسعيه الحثيث لإنهاء النزاعات حول العالم.
مشاركة 20 دولة
وشملت قائمة المشاركين عددًا كبيرًا من الدول، منها: بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، كندا، اليابان، السعودية، قطر، تركيا، الإمارات، الكويت، البحرين، إيران، باكستان، الهند، إندونيسيا، إسبانيا، قبرص، أذربيجان، أرمينيا، المجر، اليونان، والسلفادور
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيزور مصر، وسيتم توقيع اتفاق غزة في مصر بحضور عددٍ من الزعماء والقادة الدوليين لمراسم توقيع الاتفاق النهائي بشأن غزة، موضحًا أن الاتفاق يؤسس لمرحلةٍ جديدةٍ من الاستقرار في المنطقة، ويضع الأساس لجهود الإعمار وإعادة الحياة إلى القطاع.
وشدّد على أن العمل جارٍ لضمان صمود وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تبذل جهودًا مكثفة مع الأطراف كافة لضمان استمراره وتحويله إلى سلامٍ دائم.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية (الإليزيه) أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيزور مصر، الاثنين المقبل، لدعم تنفيذ خطة السلام في غزة التي توسط فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأضافت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون سيناقش الخطوات التالية مع الشركاء في المنطقة بشأن تنفيذ خطة السلام في غزة، مؤكدًا دعم باريس لحل الدولتين والاستقرار في المنطقة على المدى الطويل.
وذكر مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن رئيس الوزراء سيتوجه إلى مصر لحضور قمة شرم الشيخ للسلام، حيث من المتوقع أن يوقّع قادةٌ على اتفاقٍ بوساطةٍ أمريكيةٍ يهدف إلى إنهاء حرب غزة.
كما يشارك أردوغان وعاهل البحرين ورئيس وزراء باكستان
كما يشارك الأمينُ العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الاثنين، في قمةٍ دوليةٍ حول غزة في مصر، برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب.
وقال الناطقُ باسم مكتب غوتيريش إن الأمينَ العامَّ للأمم المتحدة سيسافر إلى مصر ليحضر قمةَ شرم الشيخ للسلام، مشيرًا إلى أنه سيعود يوم الأربعاء المقبل إلى مقر الهيئة الأممية.
اتفاق شرم الشيخ
قادت مصر جهودًا حثيثةً لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، استنادًا إلى اقتراحٍ للرئيس الأمريكي يدعو إلى وقف الحرب بين إسرائيل وحماس، وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، إضافةً إلى تيسير تدفّق المساعدات إلى القطاع المُحاصَر منذ عامين كاملين.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد صادقت على اتفاقِ وقفِ إطلاقِ النار الذي تمّ التوصّل إليه مع حركة حماس في مدينة شرم الشيخ المصرية، ما يمهّد الطريق لوقف العدوان وإطلاق سراح المحتجزين، ضمن المرحلة الأولى من مبادرة ترامب لإنهاء الحرب.
ودخل اتفاقُ وقفِ إطلاقِ النار في قطاع غزة حيّز التنفيذ أمس الجمعة، حيث بدأ آلافُ الفلسطينيين الذين نُزحوا قسرًا إلى وسط وجنوبيّ القطاع بالعودة إلى شماله، بعد أن أعلنت قواتُ الاحتلال الإسرائيلي فتحَ طريقي الرشيد الساحلي وصلاح الدين أمامهم للعودة، بالتزامن مع انسحابٍ تدريجيٍّ للآليات العسكرية الإسرائيلية من مناطق في عمق المدينة.