وداعاً أيها الكركي
تاريخ النشر : 2022-05-27 10:19

في رثاء الكاتب الأردني محمود الشمايلة 

ترجل عن قلم لم يخنه بدرب الحنين
ترجل هذا المصور للهمِّ عن وطن غارق في الأنين
قبيل مداواة عينيه بالأمل المستدير
و قد ترك البوح يبكي عليه
و حارته حين أسلمها الحزن للزمهرير
و أماً تفيض بدمعتها ثم تعذره في الرحيل الكبير 
........
و يكتب قصته بالرموش كأن الكتابة سيل حراب 
و يغزل من ذكريات النساء و أقوالهن غلاف كتاب (١)
كشفت الحدائق و الشوك ثم توجهت نحو الغياب
و كان نتاجك يذكي النجوم و وعد الإياب
........
لقد غرس الكركي النوافير في الأرض ذاكرة
 في ضمير الوطن (٢)
و يجنح للسرد كي يغرس الشمس في ظلمات المحن
و يحمل ثقل المقالات حين تحارب ثقل العفن 
و إن الشعارات ترتفع الآن كالموج في شرفات الدِّمن 
........
و يشكو إلى الله يبكي بصمت يدرِّس طلابه
 الصبر قبل الممات (٣)
كما كان من قبل يمنحهم نبضه و العناء و نور العظات
( و مسنيَ الضر يا رب فامنح فؤادي الحياة ) (٤)
و يكتب في آخر الدرب أحلام شعب بحبل النجاة

(١) إشارة إلى كتابه ( نسوان حارتنا) 
(٢) الكركي : نسبة إلى الكرك و هي مدينة الشاعر 
(٣) عمل الكاتب مدرساً حتى تقاعده 
(٤)تعرض الكاتب لمرض ألزمه المشفى و كانت وفاته بسببه جعله الله كفارة و رفعة في درجاته