الغنوشى يتجمل!
تاريخ النشر : 2018-12-11 15:45

لا أصدق ما ورد فى رسالة راشد الغنوشى زعيم حزب النهضة التونسى إلى مؤتمر شكرا تركيا الذى عُقد فى اسطنبول منذ فترة، والتى وجهها إلى التنظيم الدولى للإخوان المسلمين، وأشار فيها إلى أن لحظة الفراق بينه وبين جماعة الإخوان المسلمين قد اقتربت وغير ذلك مما حفلت به الرسالة من طراز أنا مسلم تونسى.. تونس هى وطنى وأنا مؤمن بأن الوطنية مهمة وأساسية ومفصلية، فلن أسمح لأى كان أن يجردنى من تونسيتى.. ذلك أن مثل هذه الأقوال التى يتشدق بها الإسلاميون فى لحظات الضعف هى تعبيرات فارغة وجوفاء، ولا سيما أولئك الذين كانوا يشكلون العمد الرئيسية للدولة الإسلامية الجديدة مثل الغنوشى فى تونس وعباسى مدنى فى الجزائر، وحسن الترابى فى السودان، وكلهم من تلامذة آية الله خومينى وقت أن كان منفيا فى باريس.

ومناسبة هذا الكلام أن الرئيس التونسى باجى السبسى كشف عن أن الإسلاميين التوانسة خططوا لاغتياله، (والمعروف أن كل عنقود الشر للإسلاميين خرج من عباءة الإخوان الإرهابيين وهو على علاقة فكرية وتنظيمية بها).. يحاول راشد الغنوشى ـ فى رسالته ـ التنصل من علاقته بجماعة الإخوان الإرهابية، ويتكلم عن ارتباطه الوطنى عوضا عن (عالمية) المشروع المتأسلم، وهو أمر يختلف ـ كثيرا ـ عما كان يصرح به وقت أن أوشك الإسلاميون على التمكين، لقد كان الرئيس باجى قائد السبسى محقا حين كشف نية الإسلاميين اغتياله وإغراق البلاد فى بحار من الدماء، فالتنظيمات المتأسلمة كلها تنزع ـ بوضوح ـ إلى العنف وتنشئ التنظيمات السرية لتنفذ مخططاتها فى الاستيلاء على الحكم وفرض حضورها السياسى بالقوة.. فمنذ متى صار كلام المتأسلمين عن الوطنية بدلا من العالمية يحمل أى قدر من المصداقية؟، ومنذ متى أصبح كلامهم عن تنظيماتهم اللاعنيفة يتسم بالجدية ونحن مازلنا نرزح تحت الآثار المعتمة والمتأزمة والعنكبوتية لوجودهم فى دوائر الحكم منذ اندلاع ما يُسمى الربيع العربى، واستمرار المواجهة معهم حتى الآن، والتى كان أحد فصولها ما أعلنه السبسى ـ منذ أيام ـ بأنه تعرض لمحاولة اغتيال على أيادى أولئك الإسلاميين الذين لا يقنعوننا بأقوالهم البريئة فى لحظات الضعف.

عن الاهرام