حديث فى القضية
تاريخ النشر : 2018-10-12 10:52

ما يدور على ساحتنا يزيد شعبنا الما بعد ان طال الحديث عن انهاء الانقسام وبعد ان تجاهل الفصيلان ما يتعرض له الوطن من اخطار اخرها اقتحام قوات الاحتلال قرية الخان الاحمر تمهيدا لتهجير السكان وهدم المدرسة والبيوت التى تاوى السكان الامنين الذين يعتاشوا على ثطعان الماشيه منذ عشرات السنين . وكذلك الاتفاق الصهيونى القطرى بتزويد قطاع غزة بالوقود من اجل زيادة ساعات الكهرباء الى ثمانى ساعات والحديث عن مبلغ 150 مليون دولار الى حكومة حماس كمؤشر على فصل القطاع عن الضفة بتشجيع امريكى صهيونى يندرج تحت مسمى صفقة القرن .
حينما اجتمع المجلس الوطنى الفلسطينى فى اواخر ابريل من هذا العام كانت المناقشات تدور حول رفع العقوبات عن القطاع ودفع المرتبات حتى لا نصل الى ما وصلنا له الان وتم تجاهل ما راه المجلس الوطنى رغم وعد الرئيس : غدا ستكون المرتبات فى غزه ولم تدفع المرتبات حتى الان لا اعرف ما هى اسباب ايقاف هذا التوجه من اعلى سلطة فى منظمة التحرير . لقد اتخذت قيادة حماس التى تعمل منذ قيامها لتكون البديل عن منظمة التحرير الفلسطينيه وعن حركة التحرير الوطنى فتح . وحينما بدا الربيع العربى كان قطاع غزة الوجهة الاولى للتغيير لاقامة الامارة الاسلاميه فى قطاع غزه ثم الاستيلاء على الضفة الغربية باعتبار ان فلسطين هى قبلة المسلمين وبوصلة العرب . وهذا ما خطط له الاخوان المسلمون بالاتفاق مع الولايات المتحده لتسليم الاسلام السياسى مقدرات هذه الامة لتنفيذ المخططات الامريكية والصهيونية التى تهدف الى تمزيق هذه الامة وتصفية القضية الفلسطينية . كانت مصر الصخرة التى تكسر عليها هذا المخطط . بقيت حركة حماس فى خندق الاخوان المسلمين تناصب مصر العداء ولا ننسى استعراض القوة على الحدود المصرية الفلسطينية فى رفح فى سيارات الدفع الرباعى يحملون الاسلحة بمختلف انواعها ويلوحون باياديهم باصابعهم الاربعه . كان الامل لديهم ان يسقط النظام المصرى ويعود مرسى خليفتهم الى حكم مصر واستمروا سنوات على هذا العداء السافر لمصر متجاهلين العلاقات التاريخية التى تربطنا بمصر . كانت تركيا التى تحتضن حركة الاخوان المسلمين العالمية وما تزال والتى لجات اليها واقامت فى فنادقها الفارهه قيادات حماس جنبا الى جنب مع القيادات الاخوانيه التى ما تزال تتامر على مصر من اجل تتويج اردوغان خلافة الامة العربية حتى بعد ان عدلت حماس او ادعت انها جمدت علاقاتها بتنظيم الاخوان المسلمين الى ان خرج اخيرا وقبل بضعة اشهر من المؤتمر الذى نظمته تركيا وادارته لقيادات الاخوان فى العالم وقف مشعل يستعرض فى كلمته فكر الاخوان وتاريخهم ويترحم على المجاهد الكبير من وجهة نظره سيد قطب الذى تامر على قيادة الثورة فى مصر وعلى قائدها عبد الناصر . اكد خطاب مشعل ان ما اعلنته حماس هو مجرد لعبة مكشوفه ذلك لانها استمرت فى مخططها فى فصل قطاع غزه واصرارها على حكم القطاع بالقوة والقهر وحولت القطاع الى حكم الفصيل وتحكمه وتجاهلت كافة الاتفاقات واخرها اتفاق اكتوبر 2017 الذى اتفقت فيه فتح وحماس ثم اقرته كافة الفصائل والرموز المستقله , لكن حماس صعب عليها عودة حكومة الوفاق الوطنى تمهيدا لحل كافة القضايا من موظفين وانتخابات وامن وسلاح .ومعابر . وبقينا ندور فى حلقة مفرغه الى ان وصلنا الى هذا التردى المخجل دون اعتبار لمصر التى بذلت جهودا مضنية وقامت برحلات مكوكيه من اجل تطبيق ما اتفق عليه .
حينما اقدمت حماس اليوم على تنفيذ مخطط استلام الاموال من قطر والوفود من اسرائيل فهى بذلك تنفذ مخطط الانفصال بين غزة والضفة الغربية ومبررها ان الوضع الانسانى ومعاناة شعبنا تفرض علينا تحويل القضية الى قضية انسانيه نظرا لما يمر به القطاع من اوضاع مترديع لم تاخذها القيادة الفلسطينية بعين الاعتبار وبقيت تهدد وتتوعد وكان الضرر لا يطول شعبنا فى القطاع . اتخذت حماس ذلك مبررا لتحركها لبناء كيان مستقل تقيم المطار والميناء ومطات التحلية تحت غطاء مسيرات العودة والمقاومة .
ما العمل ؟
اولا : سينعقد المجلس المركزى فى 28 اكتوبر على اعتبار انه بديلا عن المجلس الوطنى كما ارتاوا ذلك ويتم فيه رفع الجزاءات عن اهلنا فى قطاع غزه . لاسقاط مبررات حماس فى السير بمخططات اتمام الانفصال .ثانيا : اعادة بناء منظمة التحرير بشكل توافقى من كافة الفصائل الفلسطينية والمستقلين ومؤسسات المجتمع المدنى فى كل الوطن وفق برنامج وطنى ياخذ بعين الاعتبار سقوط اتفاق اوسلو وقرارات المجلس المركزى فى اعادة النظر بالتنسيق الامنى والاعتراف بالكيا ن الصهيونى وغيرها من الاتفاقات كاتفاق باريس المشؤؤم وينتخب لجنة تنفيذية من القيادات الشابه لا تكون بالتعيين كما حصل فى المجلس الوطنى الاخير . ويعاد للمنظمة كيانها بحيث تكون قيادة العمل الفلسطينى فى الوطن والشتات بلجانها وصندوقها القومى الذى تم تجاهله فى المجلس الاخير . مدير الصندوق القومى ينتخب من اعضاء المجلس الوطنى ومجلس ادارته يتم اختياره من اللجنة التنفيذية المنتخبه . امور تم تجاهلها ولم يتم مجرد اى بحث فى اعادة بناء المنظمة .
ان شعبنا الفلسطينى يدرك ما تتعرض له قضيتنا . ومعالجة وضعنا الداخلى وانهاء حكم الفصيل سواء فى الضفة او قطاع غزه هو الحل لنحقق الوحدة الوطنية التى حرص الشقيرى رحمه الله على ان تكون اول منطلقات منظمة التحرير : وحدة وطنية . تعبئة قومية . تحرير وكانه كان يتوجس خيفة مما سيحصل فى مستقبل العمل الفلسطينى . قامت الفصائل والقوى من اجل تحقيق الهدف الفلسطينى فى انهاء الاحتلال واذا بنا انهم يريدون القضية الفلسطينية لخدمة اغراضهم ومصالحهم . الوطن والقضية يتعرضان للتصفية يوم اسفرت امريكا عن وجهها القبيح . اتقوا الله فى قضيتكم وشعبكم وشهدائكم واسراكم . كفاكم سنوات العمر التى قضيتموها فى المراكز والمواقع والمكاسب اتركوا لغيركم عله يحقق ما عجزتم عن تحقيقه واوصلتم قضيتنا الى هذا الوضع الذى لا يقبله شعبنا ولا ترضاه امتنا .