الحمد الله: سنكون جميعا حول الرئيس عباس وإلى جانبه في الحفاظ على ثوابتنا الوطنية
تاريخ النشر : 2014-03-17 17:38

أمد/ رام الله: قال رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله: إنه لشرف لي أن أقف اليوم بين أبناء شعبي، بشبابِه وشيبِه، بنسائه ورجاله، لنلتفَ جميعاً حولَ سيادةِ الرئيس الأخ محمود عباس، رئيسِ دولة فلسطين، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد، وأن نَكون معه وإلى جانبه، في الحفاظ على ثوابتِنا الوطنية.

وأضاف الحمد الله إن مشروعُنا وقرارُنا الوطنيَ سيظل مُستقلاً ومُحصناً كما كانَ دائماً، وسنبقى جميعاً، وفي مقدمتنا سيادة الرئيس أبو مازن، راسخين ومُتجذرين في أرضِ وطنِنا.

وقال رئيس الوزراء: إننا لن نقبل أن نكون أبداً مكبلين أو تابعين أو مُستضعفين، وسنواجِه بمسؤولية التحديات والضغوطات التي تُحيطُ بنا، فتَلبية احتياجات أبناء شعبِنا وتعزيز صُمودِهم في مُواجهة ظُلم الاحتلالِ الإسرائيليّ سيبقى مهمَتَنا الأساسية، وسيظلُ تحدينا الأكبر هو تحقيق المُصالحة وإعادة الوحدة للوطنِ ومؤسساتِهِ.

جاء ذلك خلال حملة مساندة الرئيس ابو مازن ودعم الثوابت الوطنية التي انطلقت من ميدان المنارة برام الله، وبحضور عدد من قيادات منظمة التحرير وحركة فتح والعديد من الشخصيات الاعتبارية وحشد كبيرة من ابناء الشعب الفلسطيني.

 

وفيما يلي نص خطاب رئيس الوزراء كاملا:

خِطاب السيد رئيس الوزراء

في حَملة مُساندة الرئيس أبو مازن ودَعم الثوابِت الوَطنية

إنهُ لشرفٌ لي أن أقفَ اليوم بين أبناءِ شَعبي، بشبابِهِ وشيبِهِ، بنسائهِ ورجالِهِ، لنلتفَ جميعاً حولَ سيادةِ الرئيس الأخ محمود عباس، رئيسِ دولة فلسطين، رئيسِ مُنظمة التحرير الفلسطينية مُمثلُنا الشرعيّ والوحيد، وأن نَكون معَه وإلى جانبِهِ، في الحفاظِ على ثوابتِنا الوطنية.  نَجتمعُ هُنا اليوم، لدعم مساعي الرئيس، على رأسِ قيادتِنا الوطنية، لحَملِ قضيتِنا العادِلة إلى كافةِ المَحافل الدولية، بل والوصول بها إلى نهايتِها الحتَمية المُتمثلة في الانتصارِ لحقوقِ شعبنا، وإنهاءِ أطولِ احتلال عسكريّ عَرفَهُ التاريخُ المُعاصر، وتمكينِ شعبِنا من إقامةِ دولتِه المُستقلة على كَامل الأراضي المُحتلة منذُ عام 1967، والقُدسُ عاصمتُها الأبدية، والأغوارُ وغزة قلبُها النابضُ بالحياة.

جئنا هُنا، لنَتذكرَ جَميعاً أننا أبناءُ البيت الفلسطينيّ الجامعُ لنا جميعاً، حَملةُ القضية الفلسطينية، أبناءُ هذا الوطن المُحَمل بنضالاتِ شَعبِنا وصمودِه، أبناءُ الكُل الفلسطينيّ، الأوفياءُ دوماً لتضحياتِ شعبِنا وشهداءِه وجرحاه ولعذابات آلاف الأسرى القابعين في سُجونِ الاحتلال الإسرائيليّ ومُعتقلاتِهِ، ولآلام أمهاتِ الأسرى والشُهداء. جئنا هُنا لنقولَ للمُجتمع الدوليّ أنَ شعبَنا سَيبقى راسخاً وصامداً كما أرادنا الزعيمُ الراحل الخالدُ فينا أبو عمار، ولن نُفرطَ بِشبرٍ من أرضِ وطِننا، ولا بحبةٍ من تُرابه، ولَن نقبلَ باستمرارِ مُعاناة شعبِنا وعذاباتِه إلى ما لا نهاية.

إنَ قيادتَنا الوطنية، وفي إزدحامِ أولوياتِ عَمَلِها لتَعزيزِ صمودِ أبناءِ شَعبنا وتَحقيقِ تطلعاتِهم في الحُريةِ والاستقلال والخَلاص التام من الاحتلال الإسرائيليّ، كانت تسعى دائماً إلى صُنعِ الأملِ والسلامِ، وعلى أساسِ حَق تقرير المصير، ورؤيةٍ سياسيةٍ تَقومُ على حلِ قضية اللاجئين وفقاً للقرار 194، والتَمسك بمرجعيات عَملية السلام وبالقرارات الدوليةِ، وبمبادرةِ السَلام العربية، وعلى حَلٍ عادل لقضايا السيادةِ والأمنِ والحُدودِ والمياه، وتكريسِ ذلك كُلُهُ في إطارِ دولتِنا المُستقلة وعاصمتُها القُدس. وكَما أكدَ شعبُنا على مَدار السنوات توقَه للسلام، فلقد أكدنا أيضاً على أن طريقَ الدولة والسلام لا يُمكن أن يلتقي مع طَريق التوسع الاستيطاني، ومُحاولات التهجير والتشريدِ واقتلاعِ فلسطين وقُدسِها من محيطِها العربيّ وسياقِها التاريخيّ، ولا يلتقي بالتأكيد مع حِصارِ غَزة وأهلِها، ولا مع التضييقِ المُستمرِ على أبناءِ شعبِنا في الأغوارِ ومُصادرةِ أرضِها وهويتِها وهَدمِ مدارسِها وبركساتِها.

لقد اختصرت حَياةُ سِيادةِ الرئيس، مُعاناةَ أبناءِ شعبنِا ومِشوارَ كِفاحِهم الطَويل كما مَراحل بِناءِ دولتِهِم وتجسيدِ سيادتِها. وها هوَ اليوم، يَحملُ قصةَ شعبٍ نَهضَ من رُكامِ النكبةِ وآلامِ اللجوء، ليَضعَ أُسسَ دَولتِهِ العصرية، ويُدافعَ عن هَويتِه الوطنية، ويأبى أن يَستسلم. ولَقد آنَ الأوان لمُعالجةٍ جذريةٍ لقضية الشعبِ الفلسطينيّ وتَشردِ لاجئيه، وبما يَضعُ حداً لاستخفافِ إسرائيل بحياةِ أبنائِنا وبناتِنا، ويَنتصرُ لحقوقِنا، ويُحررُ اقتصادَنا الوطنيّ ومواردَنا ومُقدراتِنا، ويُمكنُنا من تجسيد سيادتِنا على أرضِ دولتِنا التي تَليقُ بحَجمِ التضحيات التي قَدمَها شعبُنا على مَدار سنواتِ نضالِهِ، وبمُستوى الطُموح والأمل الذي يَتحلى بهِ.

سيظلُ مشروعُنا وقرارُنا الوطنيَ مُستقلاً ومُحصناً كما كانَ دائماً، وسنبقى جميعاً، وفي مقدمتِنا سيادةُ الرئيس أبو مازن، راسخينَ ومُتجذرينَ في أرضِ وطنِنا، ولن نَقبلَ أن نكونَ أبداً مُكبلينَ أو تابعينَ أو مُستضعفين، وسنواجِهُ بمسؤولية التحديات والضغوطات التي تُحيطُ بنا، فتَلبيةِ احتياجاتِ أبناءِ شعبِنا وتعزيزِ صُمودِهم في مُواجهة ظُلم الاحتلالِ الإسرائيليّ سيبقى مهمَتَنا الأساسية، وسيظلُ تحدينا الأكبر هو تحقيق المُصالحة وإعادة الوحدة للوطنِ ومؤسساتِهِ، وهمُنا الرئيسيّ إنهاءُ مُعاناة اللاجئين خاصةً في سوريا ولبنان، وحِمايةِ حياتِهم ومُستقبلِهِم. واليَوم نَقفُ موحدينَ مُجتمعينَ أوفياءَ لروحِ شهدائِنا الأبرار، ولآلاف الشُهداءِ والجرحى والأسرى، رافضينَ الانتقاصِ من حقوقِنا أو ثوابتِنا الوطنيةِ التي أصلَّها شعبُنا في الوطنِ والشتات، هذه هي رِسالة الرئيس أبو مازن، ونُحنُ كُلنا مُساندينَ وداعمينَ لَها حتى الانتصار لتاريخِنا الطويل الحافلِ بالنضالِ والعَطاءِ والتضحية.