اقنعوني لكي اكون معكم ضد دحلان
تاريخ النشر : 2014-02-19 17:21

امد/ كتب د.سفيان ابو زايدة: منذ ان اقدمت اللجنة المركزية قبل ما يزيد عن العامين على قرارها بفصل احد اعضاءها المنتخبين و عضو المجلس التشريعي محمد دحلان و القضية ما زالت تتفاعل على الثلاث صعد المحلية و الاقليمية و الفتحاوية الداخلية.

عادت هذة القضية لتتصدر اهتمام الرأي العام في الايام و الاسابيع الخيرة، خاصة بعد زيارة اعضاء المركزية لغزة و ما رافقها من تصريحات نارية للاخ نبيل شعث ضد الاخ دحلان ، تبع ذلك تصريحات نارية اخرى للاخ جبريل الرجوب على تلفزيون فلسطين ، و تبع ذلك تصريحات نسبت للاخ جمال محيسن مباشرة بعد اجتماع للجنة المركزية قال خلالها انه سيتم تشكيل لجنة لاتخاذ اجراءات بحق ( المتجنحين) الدحلانيين .

القاسم المشترك بين كل هذة التصريحات هو ان مرحلة الحسم في ( اجتثاث) كل من له علاقة بدحلان تم بدأت و ان الايام و الاسابيع القادمه ستحمل في ثناياها قرارات حاسمه على هذا الصعيد.

و لانني قد اجد نفسي امام خيارات صعبه و في وضع قد اضطر فيه الى اتخاذ قرارات حاسمه اريد ان يساعدني الاخوة اعضاء اللجنة المركزية في اقناعي باتخاذ القرار الصحيح.

اقنعوني ايها السادة ان المعركة هي بين فتح و بين محمد دحلان لانني في هذة الحالة لن اتردد في الوقوف مع فتح ضد اي كان بما في ذلك محمد دحلان. لكني لا اخفي عليكم ان الامر ليس كذلك و ان فتح بريئة براءة الذئب من دم يوسف في كل هذة الطوشة التي تعصف بفتح و بمستقبلها و مكانتها. اقنعوني ان المعركة مع دحلان هي ليست ذات ابعاد شخصية جدا، حينها ستجدوني اصطف بجانبكم.

اقنعوني لماذا تم فصل الدحلان، و ماهي التهم الموجهه له ، لانه و بعد مرور اكثر من عامين اسمع الكثير من الاتهامات ، و التصريحات و ان القضية امام القضاء و لكني حتى الان لم اسمع عن اي قضية لا في محكمة جرائم الفساد و لا في القضاء. اسمع عن محاولات مستميته للبحث عن ادانه او تهمه . اسمع عن جهود حثيثة منذ ان تم اتخاذ قرار الفصل بتجهيز ملف بكل ثمن. يقال الكثير عن هذا الجهد، وهناك من يربط بين منح نوط القدس لهشام مكي بكل ما يسببه من جرح لمشاعر الناس و بين الاعفاء عن الجبالي و الحديث عن منحه لنوط القدس ايضا. ارجو ان تقنعوتي ايها السادة لماذا بعد كل هذة المدة الطويلة لا يوجد اتهام في المحاكم او ادانه . لا تقولوا لي انه هارب من وجه العدالة كما يردد بعض المهرجين ، لانه لم يطلبه احد للعدالة و انا شخصيا الذي اوصلته بسيارتي الى الجسر بمرافقة سيارة شرطه فلسطينية بعد اقتحام بيته في رام الله.

اقنعوني ايها السادة باتخاذ القرار السليم . اقنعوني كيف يتآمر دحلان على فتح و على الشعب الفلسطيني و كيف يريد ان يصبح رئيس او نائب رئيس على ظهر دبابه اسرائيلية كما قال احد اعضاء اللجنة المركزية.

اذا كان الرئيس المنتخب يجد صعوبه في قيادة الشعب الفلسطيني و ان كل السلطة بمؤسساتها و بقياداتها يتحكم بها الاحتلال الاسرائيلي، كيف يمكن ان يفكر احد بأن يتزعم المشهد بقرار اسرائيلي ؟ لماذا هو بحاجة لذلك و هناك من يهتف باسمه و يحمل صورته و ينكل به بسبب موقفه منه، هل تشكون في حقيقة ان دحلان له شعبية في اوساط الشعب الفلسطيني عامة و اوساط حركة فتح على وجه الخصوص؟

 واخيرا اقنعوني ايها السادة ماهي تحالفات دحلان الاقليمية لكي استنتج انه ابو موسى جديد او ابو نضال جديد و ان نهايته ستكون مزابل التاريخ كما قال احد اعضاء اللجنة المركزية. ما اعرفه ان الدول التي تحتضن و تدعم دحلان هي اكثر الدول دعما للقضية الفلسطينية و الشعب الفلسطيني و لحركة فتح على مدار عقود من الزمان. لم يتوقفوا لحظه عن دعمهم السخي للشعب الفلسطيني. كيف لي ان اقتنع ان هؤلاء لا يريدون الخير لنا وهم ما زالوا حتى اللحظة لا يتوقفون عن دعمنا.

السيد الرئيس و الاخوة اعضاء اللجنة المركزية ارجو ان تأخذوا بعين الاعتبار ان المعادلة هي ليست اما ان تكون مع الشرعية او ضدها لان الاجابه واضحه ليس هناك طعن في شرعية الرئيس، و المعادلة ليست ان تكون مع دحلان او مع فتح لان هذة معادلة ظالمه يجب ان لا تكون مطروحه . و ليس هناك تيار اسمه تيار دحلان يريد ان يقوض شرعية الرئيس . هناك من يشعر

 ان المشروع الوطني في خطر و ان مشروع حركة فتح في خطر و ان ما حدث مع دحلان هو اضعاف لحركة فتح و لا يخدم سوى اعداءها و خصومها.

اتمنى ان تدفن الاحقاد و تنتصر لغة المحبة و يزول هذا الكابوس الذي يستنزف جهدنا و تفكيرنا لكي نتفرغ جميعا لنصرة قضيتنا التي ناضلنا من اجلها عشرات السنين و في اطار البيت الفتحاوي الجامع .