هل تكون المغامرة العسكرية قاطرة لـ "صفقة غزة"!
حسن عصفور
كتب حسن عصفور/ نشرت وسائل إعلام عبرية عن وجود مخطط إسرائيلي ثلاثي المراحل، تتلخص في (شنّ عدوان واسع؛ التوصل إلى تهدئة؛ ومسار اقتصادي بديل عن الحرب)، وهي لم تعد أفكارا فقط بل تحولت الى خطط لكل من الخيارات آليات تنفيذها، وربما تصبح كل الخيارات الثلاثة خيارا واحدا.
يبحث البعض في قطاع غزة، الى الذهاب لمواجهة يعتقد انه يمكن السيطرة عليها لاحقا، ضمن ثقافة غبية، ان زمن الانتخابات لا حرب واسعة، وهذه سذاجة لا تليق باي قوة مسؤولة أن تفكر بها، فيما يذهب البعض الى ضرورة التصعيد دون التفكير في الثمن المدفوع، بعد أن جربت إسرائيل خوض ثلاث حروب ولم تخرج بنتيجة عملية.
بعيدا عن تحليل النوايا، او الغرق في العاطفة التي تبحث كثيرا في تصعيد عسكري، بأي شكل ما، خاصة مع تنامي الجريمة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني بشقيها السياسي والعسكري، في الضفة والقدس وقطاع غزة، وأخيرا معركة الأسرى.
بالتأكيد، هناك من يبحث معركة ما، سواء في قطاع غزة، أو إسرائيل وحتى داخل حركة فتح (م7)، كل بحساب، بعض اليمين الإسرائيلي يطالب عن توجيه ضربة قاصمة للقيادة الحمساوية، تشمل اغتيال بعض من قياداتها الأولى، وهناك من يبحث عملية عسكرية خاطفة لكنها أكثر تدميرا، فيما بعض من قطاع غزة، يتصرف برد فعل" عاطفي" نتاج قهر عام، او بحسابات ما خدمة لهدف ما، فيما رام الله تعتقد أن أي عمل عسكري سيقوض "حكم حماس" (غباء نادر).
ربما يحدث كل ذلك بشكل ما، لكن الحقيقة السياسية التي لا يجب أن تغيب هو أنه في نهاية الأمر سيكون هناك "حلا ما" أو "حل موسع" او "حل شامل"، وفقا لتطور المسار السياسي، فقد تقود العملية العسكرية المتبادلة الى إعادة بحث ملف "التهدئة مقابل مال" متطورة نسبيا، او "تهدئة مقابل رزمة اقتصادية واسعة"، او الذهاب الى ما هو أبعد كثيرا بحيث يتم وضع مسار سياسي – اقتصادي على طاولة البحث خاص بقطاع غزة.
وعودة لما تم نشره قبل أيام، فالصفقة الشاملة لقطاع غزة، تشمل، فيما تشمل، بحث قضية الأسلحة الثقيلة مقابل الرزمة الأهم التي يتم نقاشها.
مضمون الصفقة الشاملة كما تم نشرها، سيواجه بعقبات وربما رفض مسلح لها، ما سيفرض خيارا غير مرغوب داخليا حيث تقوم حماس بعمل عسكري واسع ضد الجهات الرافضة، والتي ستذهب للرد على إسرائيل، ما قد يقود الى خلق أجواء تفرض على حماس تصفية "البؤر الرافضة"، ومنها تبدأ حركة الصفقة الشاملة.
والسؤال، هل نحن أمام شكل جديد من "العبثية الطفولية" لجر عمل عسكري واسع ضد قطاع غزة، أم هناك من يبحث "تصعيدا محسوبا" بمظهر عسكري تمهيدا لتنفيذ "مؤامرة ثورية"...
مجددا يجب أن تدرك حماس بأن مسؤولية الحكم وإدارة الشأن العام، والتي سجلت فيها فشلا ملموسا، ليست هواية، عليها أن تعود الى القلب الوطني، وتتنادى الى تفكير جماعي وتكف عن مسار "العليائية السياسية" التي لم تجلب سوى نكسات متلاحقة...
اليوم قبل الغد يجب دعوة الكل الوطني لبحث ما يجب أن يكون بعيدا عن "العبثية السياسية"، وليكن الموقف واحدا موحدا.
هل تفعلها قيادة حماس وتعود الى حضن الوطنية، ام تواصل عزفها المنفرد الشاذ...تلك هي المسألة!
ملاحظة: قدم الرئيس الروماني "درسا سياسيا" ليس لرئيسة وزراء بلده التي قالت كلاما عبيطا حول نقل السفارة الى القدس، لكنه درس رفيع في احترام الذات التي يفتقدها بعضا ممن يحملون مسميات وهمية!
تنويه خاص: يجب إطلاق سراح كل معتقلي حراك "بدنا نعيش" دون تمييز او شروط، وعيب جدا أن تقبل قوى ما يقال عدا من ارتكب جرائم او أفعال...شو هالعبط السياسي، كل المتعلقين من داخل الحراك أو البيوت وأمن حماس المعتدي!